نفق الولجة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 أيار 2017 - 5:08 ص    عدد الزيارات 6302    التعليقات 0

        


الولجة، قرية فلسطينية تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس، وكانت إحدى أكبر قراها قبل عام 1948. احتُلت القرية في حرب عام 1948، وطرد أهلها منها، لكنهم انتقلوا إلى التلال المقابلة لقريتهم مباشرةً وأسسوا هناك المركز الجديد للولجة، فردت القوات المحتلة حينها بنسف بيوت أهالي الولجة حتى تقطع آمالهم في العودة إليها، حتى سقط مركزها الجديد تحت الاحتلال هو الآخر في عام 1967.

 

مع بداية بناء جدار الفصل في الضفة الغربية والقدس عام 2003، قرر المسار المخطط عزل الجدار الولجة من الجهتين الشمالية والغربية، ثم عدّل في عام 2005 ليحيط بقرية الولجة من جهاتها الأربع، وليترك لها منفذاً وحيداً إلى بيت جالا، التجمع المدني الأقرب إليها.
كان هذا المخطط يعني فصل الولجة عن قريناتها من قرى الريف الفلسطيني كبتير وحوسان ونحالين المجاورة، كما عزلها عن إمكانية الوصول للمدن المركزية المحيطة بها: القدس وبيت لحم.


واجه أهل الولجة هذه الإجراءات بشتى الوسائل الممكنة، فتوجهوا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، وتوجهوا إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية والأوروبية، ونظموا زياراتٍ لوفود المتضامنين الدوليين ليطلعوا على مخطط تحويل البلدة إلى سجنٍ كبير.


لم تكن الأضرار تتوقف على أهل الولجة فقط، فدير بعثة الكريميزان الساليسية الإيطالية كان مهدداً بأن يعزل لوحده منفرداً عن بقية القرية، مع منزلٍ ولجي وحيد مجاورٍ له. بعد الاحتجاجات قدم الجيش الإسرائيلي في 4/9/2014 تصوره الأخير لمسار الجدار، ليبقي الدير إلى جانب مركز القرية الذي سيحاصره الجدار، لكن الأراضي التابعة له ستعزل عنه، أما ذاك المنزل الولجي فسيبقى منفرداً خلف الجدار، وقد أقرت المحكمة مقترح الجيش الإسرائيلي في 29/1/2016 وردّت سائر الاستئنافات المقدمة عليه.


محاصرةً بين الخط الأخضر والجدار، تسكن عائلة حجاجرة منفردةً عن سائر بيوت الولجة، في جزيرة محاصرة بمقاطع الاسمنت العالية، يربطها بالعالم نفق أقيم تحت الجدار، بما يمس حقوقها الأساسية في التنقل وفي تعليم أبنائها، وفي التواصل الحر مع محيطها الطبيعي. لم تستسلم عائلة حجاجرة لمخططات بناء الجدار، ولا لواقع العزلة الجديد الذي فُرض عليها، فأحيت اعتمادها على الزراعة وتربية المواشي والدواجن، وباتت تحقق الاكتفاء الذاتي في معظم مجالات الحياة، وخطت بمقدراتها الذاتية نموذجاً للتمكن والإصرار على البقاء.